أمك الآن .... قبل فوات
الأوان
تناديك أمك .. وتطلب منك ما تريده..
بني.. أحضر لي ما في هذه الورقة..؟
أمي عذراً
أنا مشغول ..
أتعلم أي يدٍ هذه اللي أعدتها من حيث أتت إليك؟ ..
أي قلب تحمله يحمل
كل هذه القسوة؟ ..
أي حياة .. ستوفق فيها بعد عصيانك لطلب أمك؟ ..
تعود من شغلك ..
تجد أمك ومع كل ما قسوة عليها أعدت لك العشاء ..
ومع ذلك تتذمر من طعمه .. وتطلب
غيره ..
وتقول أمي عشاؤك هذا لا تكرريه ..
تخلد للنوم ولا تبالي بأمك ..
ومع كل هذا ..
تحبك ..
تصحوا من نومك .. ليقال لك أمك ماتت ..
تقوم وأنت فاقد عقلك .. وتصرخ
منادياً أمك ..
تحاول أن تناديها وتطلب منها أن تسمعك..
لكن قد فات الأوان ولا أمل
لك بذلك ..
تذهب للمسجد لتصلي على أمك ..
والدموع تنهمر من عينيك ..
لا تستطيع
إيقافها بسبب أفعالك وأقوالك إليها ..
تذهب للمقبرة ليكون آخر لقاء لك مع أمك ..
أجزم أنك لا تريد الفراق..بل تتمنى الموت على ما فعلت ..
تجلس على القبر ..
تطلب الرحمة من الرب ..
والمغفرة من الذنب ..
تعود للبيت ..
تبقى وحدك ..
لا عشاء
يعد لك ..
ولا كلمة جميلة تقال لك ..
ولا يوجد من يهتم بك
أمك..
رحلت عنك ..
دموعك تنهمر.. لا فائدة .. أين أنت يوم أنها بجانبك؟
.. ترد ما تطلبه منك؟
تسمع ما
يجرح شعورها منك؟
ومع ذلك فإنها تحبك .. إنه قلب الأم ..
وقفت على قبر جدك ولم تستطع الحراك ..
فما هو الحال إن كان قبر أمك.. بعد عمر طويل بإذن ربي..
جميعنا
مقصرون في حقوق أمهاتنا .. ووالله لن يندم أحد منّا إلا بعد ما يفارق أمه .. أسأل
الله تعالى أن يطيل أعمارهم وأن يرحم ويغفر من مات منهم
وان يسامحنا على اى ذنب قد اقترفناه تجاه امهاتنا[img][/img]