بسم الله الرحمن الرحيم
ليس انسان من لم يسأل نفسه يوما من اين والى اين ولما خلقت ؟ فمن فطرة الانسان التى خلقها الله السؤال والبحث والتفكير وقد دعانا الله تعالى الى التفكر والتأمل قال تعالى :-
"يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون"
"ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب"
"كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب"
"سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" صدق الله العظيم
واول سر من اسرار الكون سوف نناقشه ونحاول فهمه هو "الروح"
ومن هنا ستنطلق الانتقاضات والمعارضات ابتعد عن هنا فذلك الباب ممنوع التحدث فيه فستكون اول المناقشة فى هذا الباب هو ان نعرف هل يجوز التفكر فى ذلك الموضوع ام لا وبعد ذلك نتدبر فيه ونشرحه بما توصل اليه العلم وبماكشف الله لنا من اسرار فى انفسنا وفى الافاق فمنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الى الان قد كشف الله لنا من الاسرار الكثير وارانا الله الكثير فى الافاق وفى انفسنا . اولا هل يجوز التفكير فى الروح ام انه حرام ؟؟؟
قال تعالى " ويسألونك عن الروح .قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" صدق الله العظيم
ارسل اليهود الكافرين الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا سلوا محمدا عن أصحاب الكهف وعن ذى القرنين وعن الروح فأن اخبركم عن اثنين وأمسك عن واحده فهو نبى فذهبوا اليه فسألوه فأجاب عن اثنين وابهم الروح .
وقال الشيخ الشعراوي فى تفسير قوله تعالى "من أمر ربي" اي أرادته وان الامر هنا معناه كلمة"كن" قال تعالى "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" وكثير من العلماء مثل الرازي والقرطبي تحدثوا عن الروح وعن معناها وبعد البحث والاطلاع على اقوال العلماء والسلف والشيوخ الكبار والكتب وعندي المصادر من تفسير ابن كثير والشعراوي والقرطبى والرازي انه لا يوجد امر صريح ونهي عن التفكير فى الروح وعن غلق هذا الباب فان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اجاب ولكن بإبهام ان الروح هى امر الله والمتمثل فى كلمة كما جاء فى صفر التكوين والتوراه ان الروح كلمة الله وان كل شي يبدأ بكلمة وجاء القران بنفس ذلك ان كل شئ بدأ بكلمة من الله وهى "كن" وهنا بهت اليهود عندما اجاب لهم الرسول عن الروح بنفس ما جاء به كتابهم وتمنوا لو لم يسألوه ورغم ان التوراه والانجيل بهم الكثير من التحريف الا ان بهم بعض الاشياء لم تحرف وتأتى وتوافق عقيدتنا وكتابنا "وما اوتيتم من العلم إلا قليلا" وتفسيره ان يقصد به علم اليهود الذي جاءهم فى التوراه كما فسره كثير من العلماء ورغم ذلك ان لا اعتراض ان علم الانسان مهما وصل او كان لن يصل الى ذره من علم الرحمن ولا اختلاف فى ذلك ولكن ليس هناك نص او ايه او حديث شريف حرم بالبحث فى الروح او اخصها للغيب ولكن هذه الايه كانت تفسير للروح وليس للغيب والنهى كما اعتقد البعض وفى الموضوع القادم بأذن الله سنتناول تفسير كثير من العلماء للروح فى القرأن والسنه بالدليل والمصدر بأذن الله ولنجعل هذا الموضع دعوة للتأمل وللتفكر والاجتهاد فإن اخطاءنا فى البعض توصلنا للبعض الاخر ولا عيب فى الاجتهاد والله يغفر لنا اخطاءنا وينفع بالناس ثمار افكارنا وابحاثنا والله تعالى اعلى واعلم. تستكمل..........